لقد انتشرت التجارة الإلكترونية في السنوات القليلة الماضية كثيراً في مختلف أنحاء العالم بفضل تطور الإنترنت والتكنولوجيا اللذين ساهما في تسهيل التواصل والبيع والشراء وطرق التوصيل والعديد من الجوانب الأخرى المتعلقة بالمتاجر الإلكترونية وشراء المنتجات والخدمات عن بعد، ولم يكن هذا الانتشار الكبير ليحدث لولا المزايا التي يوفرها هذا النوع من التجارة على طرق التجارة التقليدية.
سنعرفكم في مقالتنا هذه على مفهوم التجارة الإلكترونية، وبحث عن التجارة الالكترونية وعلى مزاياها وفوائدها لأصحاب المتاجر والمشترين، كما سنتناول أهم عيوبها، أي ستكون هذه المقالة مقارنة غير مباشرة بين التجارة الإلكترونية والتجارة العادية.
مفهوم التجارة الإلكترونية
تعني التجارة الإلكترونية (e-commerce) بيع وشراء المنتجات العينية والمنتجات الرقمية وإجراء المعاملات التجارية التي تسمح بمثل هكذا عمليات شراء من خلال الحواسيب، والأجهزة اللوحية، والهواتف الذكية، ومختلف أنواع الأجهزة الأخرى التي يمكن أن تتصل بشبكة الإنترنت ، فهذا يعني تجارة إلكترونية
ولا يشير مصطلح التجارة الإلكترونية في الواقع حالياً إلى بيع الشركات للمنتجات والخدمات للمستهلكين فحسب، بل إن ذلك نوع واحد فقط من أنواع هذه التجارة الرئيسية الأربعة، إذ تشمل التجارة الإلكترونية كلاً مما يلي:
- البيع والشراء بين الشركات (B2B).
- بيع الشركات المنتجات للمستهلكين (B2C).
- البيع والشراء بين المستهلكين، مثل شراء المنتجات المستعملة من المستهلك السابق نفسه من خلال موقع تابع لطرف ثالث.
- بيع الأفراد المنتجات أو الخدمات للشركات، مثل ترخيص المصور صوره ليتم استخدامها من قبل شركة معينة، أو تقديم الأفراد الخدمات للشركات عبر مواقع العمل الحر على الإنترنت.
والمتاجر الإلكترونية هي المتاجر التي تسمح للزبائن بطلب المنتجات من خلال موقع مخصص للتسوق الإلكتروني يمكن الوصول إليه عبر متصفح الويب أو تطبيق خاص بالمتجر الإلكتروني نفسه.
اقرأ أيضاً: ووكومرس (WooCommerce) مميزاته ومقارنة بينه وبين أفضل البدائل
ازدهار التجارة الإلكترونية في زمن الكورونا
لقد ازدهرت التجارة الإلكترونية كثيراً في العقد الماضي، وعلى وجه الخصوص خلال السنوات الثلاث الماضية في فترة انتشار كورونا، ذلك لأن المتسوقين كانوا يخشون أن يصابوا بالمرض إذا ما خرجوا للشراء من المتاجر، فضلاً عن إغلاق المتاجر في الكثير من الدول كأحد إجراءات التصدي للوباء العالمي.
لم تغير أزمة كورونا العالمية اتجاه تطور التجارة الإلكترونية، حيث كانت هذه الصناعة آخذة بالازدهار منذ عقود، لكنها سرعت ازدهارها، فعلى سبيل المثال قفزت قيمة المبيعات على الإنترنت من 598 مليار دولار أمريكي في عام 2019 إلى أكثر من 791 مليار دولار أمريكي في العام 2020 في الولايات المتحدة وفقاً لموقع Digital Commerce 360، وقد فاق ذلك التوقعات بأكثر من 100 مليار دولار أمريكي.
وكمثال آخر على تأثير كورونا على المبيعات عبر الإنترنت، ارتفعت قيمة التجارة الإلكترونية عام 2019 بنسبة 13% عن عام 2018 في السويد، وكان من المتوقع أن تشهد ارتفاعاً تساوي نسبته 11% في 2020 دون تأثير فيروس كورونا، لكن الازدهار كان أكبر من هذه النسبة المتوقعة بنحو 3 أضعافها، ما يعني أن كورونا قد سرع التجارة الإلكترونية في السويد أكثر بالضعفين مما كان متوقع وفقاً لموقع WorldLine، وبالتالي يمكن القول إن أزمة كورونا العالمية قد ساعدت على ازدهار قطاع التجارة الإلكترونية بشدة لدرجة أن تأثيرها جعلنا نقرأ الأرقام التي كان من المفترض أن توجد في المستقبل بعد عامين هذه الأيام.
اقرأ أيضاً: تطور استخدام الحاسوب والانترنت بعد كورونا
مميزات التجارة الإلكترونية
يعود الفضل في انتشار التجارة الإلكترونية إلى المميزات التي تتمتع بها، والفوائد التي توفرها لكل من البائعين والمشترين على حد سواء، والتي نسرد أهمها في القائمة التالية:
- التوفر الدائم والملاءمة، إذ توفر المتاجر الإلكترونية إمكانية التسوق في أي وقت بسهولة، في حين لا توفر المتاجر التقليدية -أو عالأقل معظمها- إمكانية القيام بذلك.
- سهولة وسرعة الوصول، إذ على عكس المتاجر التقليدية، يمكنك من أجل أن تتسوق إلكترونياً أن تفتح متصفح الويب في هاتفك الذكي، وتبدأ بالتسوق مباشرة.
- الوصول الواسع، حيث يمكن أن تبيع المتاجر الإلكترونية المنتجات لأي شخص يمكنه الاتصال بالإنترنت وتصفحه، بينما لا توفر المتاجر التقليدية هذه الميزة، إذ تقدم خدماتها ضمن إطار المنطقة الجغرافية الموجودة بها.
- توفير التكاليف، إذ سيكون بإمكان صاحب المتجر الإلكتروني تجنب دفع العديد من التكاليف اللازمة لإنشاء متجر مادي تقليدي، بما في ذلك أُجرة المتجر التقليدي التي تكون كبيرة في بعض الأحيان.
كما تتميز التجارة الإلكترونية عن التجارة التقليدية بالعديد من المزايا الأخرى التي تسهم في تحسين وتسهيل عمليات البيع والشراء على كل من البائعين والمشترين في نفس الوقت.
عيوب التجارة الإلكترونية
كأي شيء آخر، للتجارة الإلكترونية العديد من العيوب التي يجب على أي شخص معرفتها، ومن أهم عيوب التجارة الإلكترونية:
- عدم القدرة على لمس أو رؤية المنتج فعلياً قبل شرائه والحصول عليه.
- لا يمكن الحصول على المنتج فوراً، إذ عليك انتظار شحنه إليك من قبل البائع.
- تسمح بابتكار طرق جديدة لخداع والاحتيال على المشترين وسرقة أموالهم.
- ضعف جودة خدمة العملاء بالمقارنة مع التجارة التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك، توجد العديد من العيوب والمساوئ التي تعاني منها التجارة الإلكترونية، لكن لن تمثل أي من العيوب مشكلة كبيرة في حال اتباع الطرق والأساليب الصحيحة التي تسهم في ضمان الحقوق عند التسوق إلكترونياً، لهذا كمشترٍ ليس عليك القلق بشأن تلك العيوب بقدر ما عليك أن تتعلم كيف تقوم بشراء منتج بشكل صحيح عبر الإنترنت.
وبهذا ننتهي من شرح مفهوم التجارة الإلكترونية، وتعريفكم بأهم مميزاتها وفوائدها وعيوبها، ونود أن نلفت انتباهكم في الختام إذا كنتم تفكرون بإنشاء متجر إلكتروني أن تحرصوا على دراسة استراتيجيات العمل بشكل معمق، وتقديم أفضل المنتجات والخدمات لتحقيق النجاح، إذ إن التجارة الإلكترونية لا تختلف عن التجارة التقليدية في كثير من النواحي، فهي تتضمن المنافسة، وقد تفشل في حال عدم اتباع الطرق الصحيحة التي تؤهل العمل للنجاح.
اقرأ أيضاً: تطور استخدام الحاسوب والانترنت بعد كورونا
